بل إن أهم عمل له المبادئ
كان من الممكن ألا يكتب بتاتاً
لولا دعوى خصمه القديم هوك
بأن من الممكن تفسير حركات
الكواكب بقانون التربيع العكسي
للجاذبية مع أن هوك غير قادر
على إثبات نظريته فما كان من
إدموند هالي صديق نيوتن إلا طرح
المسألة على نيوتن وسأله كيف يجب
أن تتحرك الكواكب إذا كانت
قوة التجاذب بينها وبين الشمس
تتناقص متناسبة عكساً مع مربع
أبعادها عن الشمس
فأجاب نيوتن بأن الكواكب
يجب أن تسير في مدارات إهليلجية
(قطوع ناقصة )
وحين سأله هالي بعدئذ لماذا
تعتقد بأنها تتحرك على هذا النحو
أجاب بأنه حسب مداراتها"
وهكذا طلب هالي من نيوتن
أن يبرهن نظريته سبباً في أن
يبدأ بتأليف كتاب يشرح فيه
نظريته عن الجاذبية (الثقالة )
ويشرح كل قوانين الحركة الثلاثة التي صاغها "
وقد أنجز نيوتن كتابه المخطوط في 18 شهراً
ثم نشره على نفقة هالي بعنوان
(المبادئ الرياضية للفلسفة العلمية )
ومع أن هذا الكتاب كان قد كتب على
شكل سلسلة من البديهيات والبراهين
المصاغة بكلمات مكثفة جداً إلا أنه يظل
أعظم ما كتب من الأعمال العلمية
وأشدها تأثيراً على الإطلاق فلقد
أعطى صورة للاكون وفقاً لجميع
الحركات الديناميكية التي تخضع
لقانون الجاذبية واكتسب نيوتن
بفضل كتابه المبادئ شهرة
عالمية وضمن به مكانة مرموقةً
لا مثيل لها في المجتمع العلمي
"لقد كان النظام النيوتني قائماً
على مجموعة من الافتراضات
القليلة البسيطة المطورة وفق
تفكير رياضي واضح وجذاب
يكاد يصعب على المحافظين
(الحذرين من التجديد )
أن لديهم العزم والجرأة لمحاربته ".
ولكن نيوتن الذي اصبح رمزاً حياً لعصر
العقل سرعان ما ضل عن طريق العلم
وبدأ يبذل جهوداً جهيدة لا طائل منها
لكي يثبت كيف تتحول المعادن الخسيسة
إلى ذهب , وراح يكتب عن الكيمياء
أسفاراً مطولة لك تكن لها مع ذلك
أي قيمة أو نفع على الإطلاق وقد
كتب نيوتن أيضاً بوصفه مؤمناً احتفظ
بمعتقداتها الدينية لنفسه وكتمها كي
يضمن بقاءه في عمله في كمبردج
أكثر من مليون كلمة يبدي فيها
تأملاته عن معاني آيات الكتاب المقدس
الخفية وبين أن عمر الأرض 5000 اعتماداً
على عدد الأجيال المذكورة في التوراة".